9- أشكال استغلال الإنسان للمجال في المدن



مقدمة:
يتميزا لمجال الحضري بكثافة سكانية مرتفعة وباعتماد الاقتصاد على التجارة و الخدمات و الصناعة.
-         ما أشكال البنية الداخلية للمدن ببلدان الشمال و الجنوب؟
-         ما وظائف المدن وأشكال تنظيم المجال بها ببلدان الشمال و الجنوب؟ ما المخاطر الناتجة عن كثافة استغلال المجال الحضري في العالم؟

I.            أشكال البنية الداخلية للمدن :
1)    تتخذ البنية الداخلية للمدن عدة نماذج:
·        البنية الداخلية للمدينة هي نمط توزيع السكن و القطاعات الإنتاجية و الخدماتية
·        نموذج القطاعات: تشكل منطقة الأعمال المركزية نواة المدينة ، و ينقسم باقي الوسط الحضري إلى قطاعات منها الأحياء السكنية ( الفقيرة، المتوسطة، الراقية) التي تشغل نسبة عالية، والحي الصناعي و الخدماتي.
·        نموذج المناطق الدائرية متعددة المراكز: تتوسط منطقة الأعمال المركزية المدينة ، وتحيط بها الأحياء السكنية و الخدماتية و الصناعية على شكل دائري.
·        نموذج النويات المتعددة:يتخذ المجال الحضري شكل مستطيل مجزئ إلى مناطق مختلفة منها منطقة الأعمال المركزية والمناطق السكنية و الصناعية و التجارية.
·        نموذج الأطراف:  يتميزبتباعد مناطق المجال الحضري (الصناعية و التجارية و الخدماتية و السكنية)  و تواجد جلها في هوامش المدينة.
2)    يسجل تفاوت بين بلدان الشمال وبلدان الجنوب من حيث البنية الداخلية لمدنها:
·        تتميز البنية الداخلية لمدن بلدان الشمال بشكلها الهندسي الدقيق نظرا للالتزام بوثائق التعمير( مخطط التهيئة و التصميم المديري) منذ انطلاق التوسع الحضري . ويغلب نموذج المناطق الدائرية متعددة المراكز في المدن الأوربية مثل موسكو و باريس أمام قدم التمدين ، في حين يغلب نموذج القطاعات و نموذج النويات المتعددة على المدن الأمريكية الشمالية الحديثة التمدين .
·        تتميز البنية الداخلية لمدن بلدان الجنوب بتفكك و تناقض مكوناتها بفعل التوسع الحضري العشوائي و التأخر في تقنين التعمير. و تتنوع نماذج البنية الداخلية للمدن مع هيمنة نموذج الأطراف .
II.            أشكال الوظائف في المدن بكل من بلدان الشمال ويلدان الجنوب:
1)    تقوم العواصم السياسية بالوظائف القيادية:
·        توجد في العاصمة السياسية الأجهزة العليا للدولة منها مقر الرئاسة ، و الحكومة، و البرلمان، والمجلس الأعلى للقضاء، والقيادة العليا للجيش. فضلا عن الأجهزة العليا لمجموعة من الأحزاب و النقابات و المؤسسات و الجمعيات. و بالتالي تعتبر مصدر القرارات
·        تتمركز  الهيأة الدبلوماسية( السفراء و القناصل و الموظفون التابعون لهم) في العاصمة .
·        تتواجد في العاصمة مناطق ذات وظائف إدارية مثل حي الوزارات و حي السفارات.
2)    تتولى المدن الرئيسية الأخرى باقي الوظائف:
·        وظيفة صناعية: نشاط صناعي سائد بالمدينة حيث يوجه فائض الإنتاج إلى باقي جهات البلد أو يصدر إلى الخارج.
·        وظيفة تجارية: إذا تعد المدن الكبرى مركز المبادلات على الصعيد الوطني ومنطلق المبادلات الخارجية( التصدير و الاستيراد(
·        وظيفة سياحية: تتوفر بعض المدن على مؤهلات طبيعية و تاريخية وتجهيزية تجعلها تستقطب السياح. و يمكن تصنيف هذه المدن السياحية إلى ثلاثة أنواع تطابق الرغبة في التمتع بالبحر أو بالجبل أو بالشمس.
·        وظيفة دينية: توجد مدن محدودة العدد ذات إشعاع روحي على مستوي عقيدة معينة مثل مكة بالنسبة للمسلمين أو الفاتيكان(بروما) بالنسبة للمسيحيين الكاثوليكية ، و كذلك على مستوى مذهب معين مثل المزارات الشيعية في العراق( كربلاء و النجف(
III.            دور المدينة في أشكال تنظيم المجال ببلدان الشمال و الجنوب:
1)    تمثل الشبكة الحضرية بناء هرميا لمجموعة من المدن المتراتبة داخل مجال معين:
·        الشبكة الحضرية هي عبارة عن منظومة من المدن المتراتبة على شكل هرمي في قمته المدينة الجهوية و في قاعدته المدن الصغيرة و في الوسط المدن المتوسطة.
·        تتميز الشبكات الحضرية في بلدان الشمال بتكاملها ، و تصنف إلى نوعين:
-         شبكات حضرية أحادية القطب كما هو الشأن في فرنسا و إنجلترا.
-         شبكات حضرية متعددة الأقطاب كما هو الشأن في ألمانيا و الولايات المتحدة الأمريكية.
·        تتميز الشبكات الحضرية في بلدان الجنوب بانعدام علاقات التكامل بينها.بفعل العوامل التاريخية و الاقتصادية.
2)    تتباين المدن من حيث الاستقطاب الحضري:
·        الاستقطاب الحضري هو الإشعاع الذي تفرضه مدينة رئيسية سواء على المستوى الجهوي أو الوطني .
·        يرتبط الاستقطاب الحضري بالنفوذ الاقتصادي و السياسي للمدينة.
·        يلاحظ بأن الاستقطاب الحضري في بلدان الشمال أكثر أهمية من نظيره في بلدان الجنوب.
3)    تؤدي كثافة استغلال الإنسان للمجال الحضري إلى عدة مخاطر منها:
·        توسع المجال الحضري على حساب الأراضي الزراعية.
·        انتشار الأحياء الهامشية بضواحي المدن على شكل سكن عشوائي أو دور الصفيح، و افتقارها للتجهيزات الأساسية و معاناة سكانها من البطالة و الفقر والتدهور الصحي.
·        تلوث السطح و الهواء و الماء.

خاتمة:
 يغلب طابع العشوائية على استغلال المجال الحضري في بلدان الجنوب ، عكس دول الشمال التي تشهد تقنين التعمير و تراجع وتيرة النمو الحضري.