8- أشكال استغلال الإنسان للمجال في الأرياف



مقدمة:
يتميز المجال الريفي بكثافة سكانية ضعيفة وسكن يعكس المشهد الطبيعي و هيمنة النشاط الاقتصادي المعتمد على الفلاحة، مع إمكانية استغلال الغابات.
ما مدى التفاوت في استغلال الإنسان للمجال الريفي بين بلدان الشمال و الجنوب على مستوى:
-         أشكال استغلال المجال الفلاحي.
-         أشكال الاستغلال الزراعي.
-         أشكال الاستغلال غير الفلاحي في الأرياف.

I.            تفاوت أنماط استغلال المجال الفلاحي بين بلدان الشمال و بلدان الجنوب:
1)    يتفاوت التوزيع الجغرافي لأشكال استغلال المجال الفلاحي بين بلدان الشمال و بلدان الجنوب:
·        توجد في بلدان الشمال أشكال متعددة لاستغلال المجال الفلاحي في مقدمتها الزراعة المختلطة و تربية الأبقار الحلوب التجارية و الزراعة المختلطة الكثيفة .
·        تشكل تربية الماشية المتنقلة و الزراعة المعيشية أهم أشكال استغلال المجال الفلاحي في بلدان الجنوب .
·        يعتبر المناخ من أبرز العوامل المفسرة لتوزيع أشكال استغلال المجال الفلاحي: إذ يكون ملائما للنشاط الفلاحي في المناطق المعتدلة ، و غير ملائم في المناطق الباردة والمناطق الجافة .
·        تتحكم عوامل أخرى في هذا التوزيع منها :
-         باقي العوامل الطبيعية: التضاريس، الشبكة المائية، التربة.
-         العوامل التقنية البشرية: التقنيات و الأساليب المستعملة، جهود تطوير الفلاحة،اليد العاملة و السوق الاستهلاكية.
2)    يتفاوت توزيع المساحات الفلاحية حسب القارات و المناطق:
·        تحتل آسيا الصدارة من حيث المساحة المنزرعة، تليها أمريكا الشمالية و الوسطى ، ثم روسيا ورابطة البلدان المستقلة
·        تتوفر إفريقيا على أكبر مساحة للمراعي الدائمة. تأتي بعدها القارة الأمريكية، ثم آسيا.
·        تفوق المساحة المنزرعة مساحة المراعي الدائمة في كل من أوربا و أوقيا نيا(أستراليا و الجزر المحيطة بها) . ويحدث العكس في باقي القارات.

II.            أشكال الاستغلال الزراعي في الأرياف بالعالم:
1)    تتنوع أشكال الزراعة المعيشية بأرياف بلدان الجنوب:
·        تسود الزراعة المعيشية المتنقلة ( زراعة الضريم) في المناطق المدارية و الاستوائية بكل إفريقيا وأمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا.
·        يتألف رستاق الزراعة المتنقلة من حقول زراعية دائمة و مغروسات و بوار.
·        تتمركز الزراعة المعيشية المتوسطية في البلدان المطلة على البحر المتوسط ضمنها المغرب .
·        تتباين المساحات المنزرعة  بالحبوب حسب الأقاليم بالمغرب: حيث ترتفع أكثر في الشاوية والغرب و دكالة ، و تضعف في المناطق الجبلية و الصحراوية.
2)    تتعدد أشكال الزراعة التجارية بأرياف بلدان الشمال:
·        تتخذ الزراعة التجارية أنماطا مختلفة منها زراعة الحبوب و زراعة الخضر و الفواكه الزراعة المختلطة . وتنتشر على الخصوص في الولايات المتحدة الأمريكية، و أوربا، و بعض مناطق روسيا، بالإضافة إلى أستراليا و نيوزيلندا.
·        تعتمد هذه الزراعة على تقنيات و أساليب متطورة. وبالتالي تتميز بمردود مرتفع ، و يوجه فائض إنتاجها إلى الأسواق الخارجية.

III.             تفاوت أشكال الاستغلال غير الفلاحي في الأرياف بين بلدان الشمال و بلدان الجنوب:
1)    تتفاوت بعض أشكال الأنشطة غير الفلاحية في المجال الريفي بين بلدان الشمال و بلدان الجنوب:
·        تتميز الأنشطة غير الفلاحية بأرياف بلدان الشمال بكونها أنشطة منظمة. وتعتبر الصناعة الحديثة نشاطا أساسيا . كما أن الصناعة التقليدية مازالت نشيطة. فضلا عن التجارة والأنشطة الخدماتية مثل السياحة .
·        تظل الأنشطة غير الفلاحية ضعيفة الأهمية في بلدان الجنوب. و تتميز بتنوعها: التجارة والخدمات ( الإدارة، مهن حرة، البناء (
2)    تتباين أشكال السكن الريفي بالعالم:
·        يصنف السكن في الريف إلى نوعين هما:
-         السكن المتفرق: تباعد المباني عن بعضها البعض إذ تفصل بينها الحقول أو المراعي وغيرها من الأراضي الشاغرة أو المساحات المستغلة
-         السكن المتجمع: اتصال المباني بعضها البعض، مع تواجد أزقة، و أحيانا ساحة.
·        يحترم السكن في بلدان الشمال مواصفات البناء العصري ، بينما تغلب الهشاشة على السكن في بلدان الجنوب .

خاتمة:
يسجل اختلاف أشكال استغلال المجال الريفي بين بلدان الشمال و بلدان الجنوب . فماذا أشكال استغلال المجال الحضري؟