2. الخبر والإنشاء



Ø     ملاحظة الأمثلة :
-       وقفت طويلا أمام قبة الصخرة .
-       وقال أبو العتاهة :
إن البخيل وإن أفاد غني         لترى عليه مخايل الفقر

Û    تحليل
نلاحظ أن المثال الأول يقدم لنا خبرا وهو كلام قابل لأن يصدق أو يكذب وذلك حسب مطابقته للواقع وفي المثال الثاني فليس كل بخيل ترى عليه علامات الفقر.
Ü   الإستنتاج 1:
         الخبر كل كلام يحتمل الصدق والكذب لذاته، ويكون صادقا إذا طابق الواقع، ويكون كاذبا إذا لم يطابق الواقع،.

Ø     ملاحظة الأمثلة :
-       الشمس ساطعة    
-       الصدق فضيلة     
-       ابن بطوطة

Û    تحليل
إن صدق الخبر في المثال (3) متصل بالعالم الخارجي، فهناك نسبة خارجية بين الخبر والواقع فإذا رأيت الشمس في كبد السماء قررت صدق الخبر وكانت النسبة خارجية. بينما النسبة في المثال (4) تفهم من الكلام ومن تدخل الطبيعة البشرية والأعراف وسياقات أو مرجعيات التلفظ بالخبر.
Ü   الإستنتاج 2 :
يكون الخبر صادقا إذا طابقت النسبة الكلامية النسبة الخارجية (أي الواقع الخارجي المدرك بالحواس) والنسبة الداخلية (الواقع الاجتماعي التاريخي، الفني...) ويكون كاذبا إذا لم يكن هناك تطابق .
.
Ø     ملاحظة الأمثلة :
      I.            المجموعة الأولى
-       لاتتكلم بما لايعنيك: النهي
-       ليت الشباب يعود يوما: التمني
-       من واضع علم العروض ؟: الإستفهام
-       يابني انصت إلى العلماء: النداء
-       اجلس حيث يؤخذ بيدك ولاحيث يؤخذ برجلك فتجر،: الأمر
   II.            المجموعة الثانية
-       - ماأجمل العفو عند المقدرة !: التعجب
-       - والله لأخذ من وطني :  القسم
-       - بئس المصير عاقبة الظالمين : الذم
-       - بعتك الدار رضيت واشتريت : العقود

Û    تحليل
هذه الأمثلة لا يمكن أن تحكم عليها بالصدق أو الكذب، وهذا هو الأسلوب الإنشائي ، وإذا تأملنا المجموعة الأولى لاحظنا حصول شيء لم يكن حاصلا وقت الطلب ولذلك يسمى إنشاءا طلبيا. أما المجموعة الثانية فهي لاتستدعي مطلوبا .
Ü   الإستنتاج 3 :
·        الإنشاء كل كلام ولا يحتمل الصدق والكذب لذاته (إخراج كلام الله تعالى وحديث نبيه الكريم وكل المسلمات الثابتة التي لايصح فيها التكذيب)، لأنه ليس لمدلول لفظه قبل النطق به واقع خارجي يطابقه أو لا يطابقه .
·        الإنشاء نوعان  :
ü     إنشاء طلبي : وهو ما يستدعي مطلوبا غير حاصل وقت الطلب، وهو خمسة أنواع : الأمر، النهي، الإستفهام، التمني والنداء.
ü     الإنشاء غير الطلبي : وهو ما لا يستدعي مطلوبا، وله أنواع كثيرة منها : العجب، القسم، المدح، الذم .

Ø     ملخص الدرس:
·        الخبر كل كلام يحتمل الصدق والكذب وذلك حسب مطابقته للواقع .
·        أما الإنشاء فهو كلام لايحتمل الصدق والكذب لأنه لا يحتمل أن يقول لصاحبه أنه صادق أو كاذب, والانشاء إما طلبي أو غير طلبي :
§        الإنشاء الطلبي  :وهو ما يستدعي مطلوبا غير حاصل وقت الطلب وهو خمسة أنواع :
-       الأمر : وهو طلب الفعل على وجه الإستعداد وصيغه فعل الأمر (إنتبه) والمضارع المقرون بلام الأمر (لينفق)، والمصدر النائب عن فعل الأمر (صبرا)، واسم فعل الأمر 
-       النهي : طلب الكف عن الفعل على وجه الإستعلاء، وله صيغة واحدة هي المضارع مع لا الناهية .
-       الإستفهام : طلب العلم بشيء لم يكن معلوما وقت الطلب، وأدواته كثيرة منها الهمزة وهل .
-       التمني : طلب أمر محبوب لا يرجى حصوله لاستحالته أو لبعد نيله .
-       النداء : طلب إقبال المنادى بحرف ينوب عن فعل أدعو.
§        الإنشاء غير الطلبي : وهو مالا يستدعي مطلوبا وله أنواع كثيرة منها : التعجب، والقسم، والمدح، والذم وصيغ العقود...
·        قد يخرج الإنشاء الطلبي عن معناه الحقيقي إلى معان تستفاذ من السياق، مثل قوله تعالى "ربنا ولاتحملنا مالا طاقة لنا به واعف عنا"  نجد أن النهي (لاتحملنا) والأمر (واعف عنا) خرجا عن معناهما الحقيقي إلى دعاء لغياب شرط الإستعلاء . فالمخاطب (بكسر الطاء) في مرتبة سفلى والمخاطب (بفتح الطاء) "الله تعالى" في المرتبة العليا.